Header ads

Header ads
» » نزاع الصحراء الغربية: ليبادر الملك محمد السادس بلقاء قيادة البوليساريو.. ولتساعد الجزائر في حل النزاع








باريس ـ “راي اليوم” ـ بن عبد السلام الودراسي:





صادق مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع على قرار جديد يمدد مهام بعثة المينورسو في الصحراء الغربية سنة أخرى، وهذا لا يساعد على الحل بقدر ما يزيد من تمديد مشاكل شعوب المغرب العربي. وأصبح النزاع يتطلب تفكيرا عقلانيا وجرأة سياسية من قادة المنطقة وعلى رأسهم ملك المغرب محمد السادس إسوة بمبادرات أبيه الراحل الحسن الثاني تجاه جبهة البوليساريو لتحريك النزاع.



ويعتبر نزاع الصحراء الغربية من أطول نزاعات العالم العربي والقارة السمراء، وهو نتاج مخلفات الاستعمار الأوروبي أكثر بكثير منه كونه فصلا من فصول الحرب الباردة. وإذا كان النزاع يعيش حاليا هدوءا عسكريا مؤقتا، فقد سجل من قبل  مواجهات حربية دامت من 1975 الى 1991، ترتب عنها مقتل عشرات الآلاف في صفوف المغاربة والصحراويين.



وهذا النزاع أدخل منطقة المغرب العربي في دوامة من الصراع خصوصا بين المغرب والجزائر، ويقودهما إلى خوض غمار المنافسة في اقتناء الأسلحة والاستعداء الدبلوماسي الدولي واحد ضد الآخر، بينما تضيع شعوب المنطقة بين تهديدات كبرى من بينها تهديد الإرهاب حيث تنشط شبكات إرهابية في استقطاب الشباب لمناطق مثل الساحل وسوريا والعراق، وبين تحديات الفقر والعطالة حيث يذهب  ضحية    عدد وافر من الشباب  ضحايا قوارب الموت. وفي وجه آخر مأساوي للنزاع،  ثمة مئات الآلاف من العائلات الصحراوية تعيش مفترقة لعقود بين مخيمات تندوف وحواضر الصحراء الغربية.



نعم يقف التاريخ الى جانب المغرب في المطالبة بهذه الأراضي وهو الذي كان دولة كبرى ذات تاريخ وحضارة يشهد لها، ويقف التاريخ كذلك في صف جبهة البوليساريو طالما أن حدود الدول غير مستقرة وغير ثابتة، ويقف القانون الدولي الى جانب البوليساريو طالما أن هذا القانون يضمن تقرير المصير.



واحتكم الطرفان منذ أربعة عقود الى الأمم المتحدة، والتي هي بالمناسبة ليست دائمة منصفة في قرارتها بل رهينة بمصالح الدول الكبرى، والمغرب قبل بإجراء استفتاء تقرير المصير ولكنه تراجع عنه بعدما تبين له أنه سيخسر  لا محالة. وفي المقابل، يحاول إقناع الصحراويين بالحكم الذاتي. ويرفض الصحراويون المقترح، وهذا من حقهم طالما فشل المغرب  في التأكيد للعالم أنه بلد ديمقراطي قادر على ضمان حقوق شعبه أولا، المغاربة، فكيف سيضمن حقوق الشعب الصحراوي.



لقد أخطأ المغرب في التعامل مع الصحراويين، قتل وشرد وقمع منهم الكثير، وهو الآن يتحمل نتائج هذه السياسة دوليا بعدما بدأ المنتظم الدولي يحاصره في ملف حقوق الإنسان ويميل الى استفتاء تقرير المصير. وأخطأ أكثر عندما اعتقد في دعم دائم من طرف قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان لا يهمهما سوى مصالحهما، وبدأ الآن يتخليان عنه.



 ويرتكب الصحراويون بدورهم خطئا كبيرا عندما ربطوا مصيرهم كليا بالجزائر، وهم يدركون التنافس القائم بين المغرب والجزائر للهيمنة على المغرب العربي. وسجلهم في حقوق الإنسان غير مشرف بسبب التنكيل ضد من خالفهم الرأي وما عانى منه الأسرى المغاربة وصل الى القتل.



بعد أربعة عقود من الصراع، لم تنجح الأمم المتحدة في حل النزاع، ولا يمكن الحديث عن الجامعة العربية التي نأت بنفسها عن الصراع منذ البدء، والاتحاد الافريقي لا قدرة له خاصة وقد غادره المغرب منذ بداية الثمانينات. ووسط هذا الجمود المأساوي، يحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون من احتمال نشوب الحرب مجددا، وهذا وارد في ظل ما يعيشه العالم العربي من مآسي وتفتت، وتعمل صحافة بعض صحافة المغرب والجزائر على تجييش المشاعر والوضع، وبعضها يرفع الحرب شعارا دون إدراك ذلك على شعوب ومستقبل المنطقة.



البرغماتية تستوجب مبادرة من ملك المغرب، محمد السادس باستدعاء قيادة البوليساريو للتفاوض معها كما فعل والده المرحوم الحسن الثاني عندما التقى البوليساريو في مراكش سنة 1989، وكّلف فيما بعد ولي العهد وقتها (الملك الحالي) بالتفاوض معهم في طنجة ولشبونة سنة 1996.  وهذا لن ينتقص من قيمة ملك المغرب بل سيكون قد اقترب من الحكمة السياسية مثل أبيه الذي كان يشهد له بها عالميا.



وبدورها مطالبة قيادة البوليساريو بالمبادرة والتحرر من التشدد في البحث عن الحل، إدراكا منها أن الحل لا يجب أن يكون إما أبيضا أو أسودا بل حل وسط.



والبرغماتية نفسها تستوجب من الجزائر المساعدة في إيجاد الحل بعيدا عن منطق المنافسة والهيمنة الإقليمية. والتجارب السياسية الدولية ليست عقيمة، فهي تقدم سيناريوهات غنية للإستفادة منها للحل من حكم ذاتي وفيدرالية ودولة مستقلة وسط دولة كبرى و….



وإذا توصلت قيادة وشعوب المنطقة إلى حل دائم ومتفق عليه وبالتراضي، وهذا ممكن لنضج المجتمعات السياسية والمدنية في المنطقة، سيكون أحسن من الحل المفروض من طرف الأمم المتحدة الذي لا محالة سيزيد من تعقيد الأمور بدل انفراجها.



كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
الكتابة الإقليمية للجامعة الوطنية لموظفي الجماعات المحلية باسا-الزاك تحتفل بفاتح ماي -صور
»
Previous
نص القرار الاممي الجديد بشأن قضية الصحراء .

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك