لا يشكل قرار مجلس الأمن الصادر خلال الأسبوع الجاري حول الصحراء الغربية انفراجا وهدوءا في هذا النزاع، بل يشكل انطلاقة حرب دبلوماسية جديدة لاسيما في ظل أطروحة الأمين العام بان كيمون بضرورة إعادة النظر في آليات المفاوضات المنصوص عليها سنة 2007 إذا ما فشل المبعوث الخاص كريستوفر روسش في مهمته خلال الشهور المقبلة.
واعتادت جبهة البوليساريو أخذ زمام المبادرة خلال السنوات المغاربة باعتراف فاعلين سياسيين وإعلاميين مغاربة بعدما فرضت مفاهيم جديدة مثل حقوق الإنسان ومراقبة الثروات الطبيعية في هذا النزاع.
وفي ظل جمود دبلوماسية الرباط وتقاعس الفاعلين المغاربة بحكم سيطرة القصر الملكي على الملف، تستمر جبهة البوليساريو في استراتيجيتها وهذه المرة الرهان على دول إقليمية كبرى. وعمليا، ربحت الى صفوفها إفريقيا الجنوبية ونجيريا، أكبر دولتين في القارة السمراء، والآن تراهن على اليابان والبرازيل.
وعلاقة باليابان، وخلال الأيام الماضية، ووفق مصادر إعلامية رقمية تابعة لجبهة البوليساريو، شارك ما يسمى الوزير المنتدب بشؤون آسيا في دولة البوليساريو المعلنة من طرف واحد في أنشطة سياسية في البرلمان الياباني.
والمثير أن هذه المشاركة تأتي بعدما كانت المخابرات اليابانية قد صنفت البوليساريو حركة إرهابية.
مباشرة بعد هذا التصنيف الإرهابي، قامت البوليساريو بدعم من الجزائر بشن حملة علاقات عامة وسط اليابان انتهت بهذا النشاط البرلماني. وانضم رئيس الحكومة اليابانية السابق يوكيو هاتومايا الى صفوف دعم البوليساريو. وشغل هاتومايا من الحزب الديمقراطي هذا المنصب ما بين سنتي 2009 الى 2010. واستقطبت البوليساريو لصفوفها السيناريو تساتسوكي كيدا وزير العدل السابق.
وفي عملية مشابهة، شهدت لجنة الخارجية وحقوق الإنسان في البرلمان البرازيلي جلسة حول نزاع الصحراء خلال الأسبوع الجاري تعلقت بدراسة النزاع، وكان ذلك بممثلين عن دبلوماسية البوليساريو في أمريكا اللاتينية.
ويأتي تركيز البوليساريو على البرازيل واليابان لأسباب استراتيجية. وعلاقة باليابان، فهي من الدول المساهمة بقسط وافر في ميزانية الأمم المتحدة، ولم تتورط مباشرة في النزاع ولكنها تؤيد قرارات الأمم المتحدة.
ويدخل رهان البوليساريو على البرازيل بحكم أنها القوة الموجهة لدبلوماسية منطقة أمريكا اللاتينية.
وتنهج البوليساريو دبلوماسية البرلمانات من خلال تأسيس فرق برلمانية متعاطفة مع أطروحتها، وتتحول لاحقا الى الناطقة باسمها تقوم بالضغط على الحكومة لكي تعترف بالبوليساريو دولة أو تؤيد تقرير المصير كشكل وحيد لحل النزاع، وعندما تصل الأحزاب المتعاطفة معها الى السلطة، تتبنى مواقف مؤيدة سياسيا وإنسانيا من خلال المساعدات الاجتماعية.
ليست هناك تعليقات: