محمد تامك- السجن المحلي تزنيت

نامت عيونك و المظلوم متنبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
والظلم شعبة لا حد لها ندخل إحداها، هناك من يؤدي الرشوة من اجل حقه فالأمر إستغباء واستغلال لجهله (هذا حال السجين)وحسب تقرير منظمة "اترانسبانسي"حول الفساد والرشوة في المغرب، صنف المغرب في الرتبة 91 عالميا بعد ان كان 87 عالميا، أما الأكثر ظلما أناس ظلموا في حق من حقوقهم أليست تضحية بجيل كامل وقد اغتصب في حقه في التعليم (نسبة 65 بالمئة من السجناء أميون و 30 بالمئة حاصلة على شواهد الابتدائية فقط) و قد جاء التقرير الأخير لليونسكو حول التعليم بما كان مسكوت عنه.
يمكن أن يكون الراشي نائبا برلمانيا و حال لسانه يقول"اشتريت الأصوات بمالي" فيذهب الى قبة البرلمان للنوم العميق وتمر أمامه قوانين تضاعف من تفقير الفئة المظلومة أليس ذالك ظلما للمجتمع بكامله، وربما بالرشوة قد يصير احدهم قاضيا في المحكمة (و هي اغلب الروايات) الأكيد أنه سيسلك الطريق التي مر منها وتبقى الرشوة شعاره والأضناء من الفقراء هم الضحايا، والتقرير في بداية مارس 2014 لمنظمة مشروع العدالة الدولية صنف المغرب 52 عالميا وقال بالحرف "استحالة تصرف قضاء المغرب ضد المسئولين الحكوميين النافذين"ولم تكتفي الروايات عند هدا الحد، بل هناك ما هو أعظم حيث انه يتم زرع الخوف في الافراد نساءا ورجال داخل مخافر الشرطة أو حتى من داخل المدارس، وهكذا يتم فرملة قدرات الأفراد فلا يستطيعون تطويرها ويعيشون عالة على المجتمع وقد تأدي بهم إلى ارتكاب أخطاء نتيجتها السجن وهناك أيضا روايات عن الحشمة ( الخجل ) ، ظاهرة وخيمة على الجميع و تأتي نتيجة الإكتئاب الذي يصاب به المرء عندما يظلم في حق من حقوقه كالاغتصاب (هتك العرض) نموذج الخادمات بالبيوت وداخل المكاتب أو استغلال الأطفال لصغر سنهم وتكون الحشمة سبب في عدم قول الحقيقة إضافة إلى مفاهيم المجتمع الصعبة ولا نتكلم هنا عن الحياء فالحياء واجب وصفة حميدة أما الحشمة فهي جريمة في حق الإنسان يستغلها الضعفاء الضمير للدوس على ضحاياهم (الجنس داخل السجن ضحاياه كثر لكن...؟؟ ) وبذالك يبقى السر الفاجعة ينهش صاحبه طول حياته وقد يولد فيه انسان وحش يتسلل وراء الظلام لينتقم وملاذه هو السجن وكما يعرف الجميع الافكار الشائعة داخل المجتمع في الحرمان من نقاش الثلاثي المقدس حسب تعبيرهم وهو "الدين_السياسة_الجنس" الم يكن ذالك ظلما في حق الأفراد ألم يرتكب المجتمع أو من يخطط له جريمة في حق الجميع. ولكي لانبتعد فهناك من يكرس ثقافة تفقير الغالبية من المجتمع لأهداف براغماتية فمثلا التعليم، هناك فئة تلج الجامعات فقط دون ان تدخل تلك المؤسسات ذات المستقبل وتلك الفئة هي التي تؤدي الضرائب وتؤدي واجباتها خوفا من السجن ونورد هنا مثالا على تفاهة التسيير فلا يعقل أن فردا حاصلا على الإجازة في التاريخ أو غيره يصبح حارسا داخل سجن ذالك ظلم له و للسجناء الذين ينتظرون الإدماج حسب المذكرات التي تتوافد دون توقف ومن كل هذه المعطيات و الروايات نحصل على أمر صعب جدا وهو عدم الثقة حيث تفقد لدى المرء في ذاته و في المجتمع، وهكذا يبتعد عن السياسة و أهلها ولا يصبح له أي دور في الحياة العامة (ربما تلك غاية الأقلية) و تزداد معاناته بفتحه للمجال أمام أناس همهم الوحيد هو رأس المال المادي، و ينفصل الفرد عن مجتمعه إنفصالا غير مقبول فقد قال دوركايم "نحن جميعا بصورة ما مزدوجون من ناحية أننا في المجتمع، و من ناحية أخرى المجتمع فينا لدينا أجسادنا المادية و شخصياتنا التي هي لنا - أي أننا أفراد – لكننا أيضا حيوانات إجتماعية " وبإزدياد هذه الحالات تسمى مباشرة بالديمقراطية وقد قال تشارلز " وجود مستوى معين من الثقة شرطا ضروري للديمقراطية أي أن التقهقر البارز في الثقة يهد الديمقراطية" و تلاشي الديمقراطية مصير غير مرغوب أي العودة مباشرة الى العبودية حيث يفقد الناس انسانيتهم ويسيطر عليهم القلق ويتم استغلالهم وهم محاصرون ووحيدون بل وضيعون أيضا ، وتكون حياتهم مقننة ومبتذلة ومستغلة من قبل فئة مسيطرة ،هكذا نكتشف ان الحكاية داخل السجون بدون مقدمات تخفي ورائها ما هو اعظم، كما تتميز بتلقائيتها رغم المعانات التي يتلقاها السجين داخل الأسوار كما أن المجتمع كله متكامل و لا يمكن الاستغناء عن أي فرد من أفراده لأن لكل منهم دور أساسي، كما قال بوتنام "لن يكون بناء الرأسمال الوطني سهلا ولكنه المفتاح لنجاح الديمقراطية"
ليست هناك تعليقات: