د. بوزيد الغلى
سئل ابن الخطاب عن سر اعتباره زهيرا اشعر العرب ، فقال : " لأنه لا يمدح الانسان بما ليس فيه ،ولا يعاضل بين الكلام ،ويجتنب حوشيه " ، ولو شئنا أن نمتحن طبقا للمقاييس العمرية تناول قطاع من الصحف المحلية و الإذاعات الجهوية لمائة يوم أو تزيد قليلا من تعيين الوالي الحضرمي على ولاية كلميم السمارة ، لسقط معظمها في الامتحان ، إذ وصفته بعضها قدحا لا مدحا بما لا تقوم عليه بينة تدينه بجرائم العسف و الظلم ، بل لم تستحيي بعضها من ايراد " حوشي الكلام " في سياق منابزة ومهاجمة من طرف واحد . ولست في موقع الدفاع عن الرجل الذي قال اليوم بعظمة لسانه : إنني جديد في الاقليم ،وليست لي دراية تامة بتفاصيل الحقبة السابقة من عمر التنمية البشرية والمجالية ، والأولى أن يتحدث في هذا الموضوع رئيس المجلس الجهوي للسياحة و من هم أهل الاختصاص والدراية بما جرى ، لكنني أؤكد لكم أن الثغرات مبسوطة في تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي وضع الأصبع على مكامن الخلل بكل القطاعات بالجهة ، ووضع خارطة طريق للتنمية الحقيقية تحتاج الى التنفيذ."
لا أستطيع ترجمة الكلام المهم الذي سال على لسان الرجل أمام جمهرة من الأساتذة الجامعيين كأن على رؤوسهم الطير حين تكلم ببراعة وبلاغة و ذلاقة ، لكنني التقطت ما اسأنست به نفسي وأصغت اليه أذني، وفيما يلي مجمله :
- قال : كنت أقرأ كتابا لبحاثة فرنسي تحدث باعجاب عن كليميم في الماضي ، وسماه : port de l’ Afrique ، وفعلا فقد كان وانون سوقا يرتاده الماليون من تمبكتو و السينغاليون والموريتانيون ، واليوم يجب أن تستعيد المنطقة هذا الدور الاقتصادي والسياحي الهام ، يجب أن يعاد النظر في الطرق المؤدية من وادنون الى افريقيا عبر الساحل ( تأهيل الطريق الوطنية القائمة رقم 1) ، ولم لا تفتح وتعبد المسالك التجارية القديمة التي تربط المنطقة شرقا عبر طريق تمدولت بتندوف ، صحيح ، ثمة نزاع ، لكن مثل هذا النزاع والشنآن يحدث بين الإخوة و بينكم انتم وأصدقاؤكم ....
- قال أيضا : هذه المنطقة غنية بالمنتجات المجالية وبالموروث الثقافي الغني بروافده المتنوعة الحالب للمنطقة لا محالة سياحا كثُرا ، فلدينا من المؤهلات البكر غير المستثمرة ما يؤهل المنطقة لتكون قطبا سياحيا ، وقد بدأت المنطقة تحبو في هذا الاتجاه ، فالمطار سيصير دوليا والوحدات الفندقية في تزايد مطرد ، ... ،وأصارحكم بأن كليميم قد تغير بفعل زيارتين ملكيتين أطلقتا مشاريع رائدة جدا كالمدينة الرياضية وغيرها....
- والأهم من كل ذلك ، رمى السيد الوالي بكرة دائرية حامية في مرمى جميع الجهات ،وخاصة المجالس المنتخبة التي دعاها وجميع الأطراف إلى الجلوس الى الطاولة لعقد شراكة مع الدولة ووزارة التعليم العالي لإطلاق جامعة متكاملة بكافة التخصصات بالجهة ، الأمر الذي تلقفه السيد رئيس جامعة ابن زهر بسرعة البرق ، فعقب : سنناضل معكم السيد الوالي حتى ترى النور جامعة بكافة التخصصات بالجهة .
وأخيرا لا آخرا ، فان من شهد جلسة أشغال الجلسة الاولى من اليوم الدراسي المنظم من قبل جامعة ابن زهر تحت عنوان " الحكامة والتنمية المجالية " يلمس مدى طموح الرجل ومعرفته الدقيقة بالمنطقة ماضيا وأفقا ، كما يدرك هشاشة الحرب المسبقة ضده مادام لسان حاله يردد قول الشاعر :: " مادّينْ أيدينا للخير ////عاكدينْ اسْلوكْ اعْلْبْنَ أي ايدينا ممدودة ،واسلوك اعلبنا مَعُقودة.
إقرأ أيضا لنفس الكاتب :
ليست هناك تعليقات: