في الوقت الذي لم يعلن فيه الجزائر ا لتي يعتبرها المغرب طرفا اساسيا في النزاع حول الصحراء المغربية، اي موقف رسمي او تعليق حتى الساعة بخصوص التطورات الأخيرة المتعلقة بالموقف الامريكي الداعم لتوسيع مهام المينورسو ومراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، بادرت وسائل الإعلام الجزائرية إلى صياغة موقفها من هذه التطورات يعكس على كل حال صدى ما يتردد لدى الطبقة السياسية الجزائرية الحاكمة. وبينما وصفت صحيفة الخبر القرار الأمريكي بكونه "صفعة وجهتها واشنطن للرباط"، رأت صحيفة الشروق الجزائرية أن المغرب يعيش حالة "من الهلع وفقدان التوازن"،فيما رات صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية ان وقف المغرب تدريباته العسكرية مع الولايات المتحدة "سيكون خطأ ثانيا للرباط بعد خطئها مع كريستوفر روس".
وحضي القرار الأمريكي الداعم لمقترح توسيع مهام المينورسو بالصحراء المغربية باهتمام واسع في وسائل الإعلام الجزائرية، وتصدر قائمة العناوين الكبرى بالصحف الجزائرية.
واعتبرت صحيفة الخبر الجزائرية في معالجة لها اليوم على موقعها الإلكتروني أن القرار الأمريكي :" منعطف مهم "ورأت أن القرار هو بمثابة " صفعة قوية تتلقاها الرباط من قبل دولة دائما اعتبرت المغرب الحليف التاريخي والاستراتيجي في المنطقة، ولقيت الدعم والرعاية من قبل الإدارات المتعاقبة على المغرب".
واضافت الصحيفة الجزائرية مبرزة ان الموقف الأمريكي الجديد" قد خلف ارتباكا في المغرب"، و" حالة استنفار كبيرة شهدها القصر الملكي المغربي" في إشارة إلى الاجتماع الطارئ لمستشاري الملك مع زعماء الأحزاب السياسية والوزراء .
وعرجت صحيفة الخبر على الموقف الفرنسي المنتظر امام القرار الامريكي ، وقالت في هذا الصدد :" إن الاقتراح الأمريكي المنتظر تقديمه سيضع فرنسا أمام حرج كبير، فإما أن تقبل به ولا تعارض في مجلس الأمن، وبالتالي تكون قد تخلت عن حليفتها الإستراتيجية، أو ترفضه، وبالتالي تكون مرة أخرى متهمة بالتواطؤ مع المغرب".
من جهتها قالت صحيفة الشروق الجزائرية ان "المملكة المغربية قد فقدت توزانها جراء القرار الامريكي"، ورأت من خلال هذا القرار ان " الولايات المتحدة الأمريكية تتخلى عن حليفها التقليدي في المنطقة في ملف الصحراء". ومضت الشروق قائلة :" إن المغرب أعلن عن حالة طوارئ داخل المخزن ودواليب صنع القرار حيث عقد اجتماع ازمة بديوان المملكة مع الوزراء والاحزاب الممثلة في البرلمان"، معتبرة ان هذا القلق "دفع الرباط إلى وقف المناورات العسكرية المشتركة مع واشنطن ".
ومن جهتها قالت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية ان قرار واشنطن بدعم توسيع مهام المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، هو"بمثابة حمام بارد نزل على الرباط". واهتمت بتداعيات القرار على العلاقة بين واشنطن والرباط، وخاصة قرار تجميد المناورات العسكرية المشتركة :" وقالت في هذا الصدد "إن المغرب لم يستفد بعد من خطأ سحب الثقة من كريستوفر روس" مشيرة إلى انه كان قرارا شعرت معه امريكا بالإساءة على اعتبار كونه جرى في حق دبلوماسي امركي. و أضافت الوطن أن روس جرى لاحقا استقباله من قبل المغرب بعد تشبت واشنطن به. وشددت الوطن على ان ": قرار وقف المناورات العسكرية المشتركة بين المغرب والولايات المتحدة من قبل الرباط سيكون خطأ ثانيا للرباط بعد خطأ كريستوفر روس".
ألف بوست
ليست هناك تعليقات: