مبارك الغزال شاب من
ابناء البيرات ذو تكوين عالي أمضى جزءا من حياته في مخيمات العزة والكرامة استطاع
خلالها بعد سنوات من الجد والكد ومصار دراسي جد متميز الحصول على ديبلوميين راقيين الأول من كوبا تخصص
طبيب بيطري والثاني من اكاديمية شرشال العسكرية المرموقة بالجزائر برتبة ملازم أول
"يوتنان".
الشاب المعروف عنه
دماثة الأخلاق والاستقامة سيقرر العودة الى ارض الأجداد بداية الألفين بعد وفاة
والده.
كان أمل الشاب في
مستقبل مصون وسط الأهل والأحباب وفي حضن الوطن يضمنه له تكوينه الراقي وشواهده
العليا التي لا غبار عليها.
مع مرور الوقت
وتوالي السنوات سيبدأ هذا الأمل بالفلول والتلاشي شيئا فشيئا، فبعد سنوات من طرق
الأبواب والوعود الكاذبة والتسويف التي يجابه بها مع كل مرة والتي سئم منها حد
التخمة سيجد الشاب نفسه امام واقع مرير لم يستطع فيه حتى توفير مسكن لعائلته
الصغيرة يأويه ويحفظ كرامته.
الشاب وأمام هذه الحالة وبعد سنوات من الصمت لم يجد بدا من الاعتصام
أمام عمالة اقليم اسا الزاك رفقة بعض رفقاء الدرب من العائدين أمثاله للمطالبة في
حقهم في السكن على اقل تقدير.
الاعتصام سيتم
فضه بالقوة أمام مرأى ومسمع الجميع في مشهد حاط بالكرامة الإنسانية سحلت فيه النسوة
وضرب فيه الرجال أمام أبنائهم لا لشيء سوى انهم طالبوا بحقهم في السكن وهو حق
مكفول في أوطانهم لا يباع ولا يشترى.
"مبارك" الشاب المثقف لم يتوقع
يوما أنه سيكون جزءا من مشهد كهذا، ولماذا لأنه طالب بأبسط حقوقه في بيت يحفظ ما تبقى
من كرامته وكرامة أبناءه على ارض اجداده.
ليست هناك تعليقات: