تحية طيبة و بعد، بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة2013 ازف اليكم والى كافة متفحصي موقعكم و الى كافة ساكنة مدشر اسا الصامد و الى كافة الصحراويين و كافة المسلمين تهاني بمناسبة هذه السنة. كما اتمنى لكم عمرا مديدا من اجل بلوغ هدفكم الاعلامي النبيل.اخوكم محمد سالم مروان/كليميم |
بقلم : محمد سالم مروان
يعاني الصحراويين اليوم ، من ازمة حقيقية اقتصادية خانقة..ليست الطبقة السائدة الرجوازية التي قدمت خدمات جليلة لاسيادها من اجل الحصول على لقمة من فطورها مقابل تسليطها على رقاب الابرياء الصحراويين. بل الطبقة الشعبية الصحراوية التي اكتوت بنار ضيق العيش الكريم من فرط الاستهداف المباشر لخيراتها . مترددة بين خيار" نعم" و خيار " لا" .؟
بالنسبة لخيار "نعم":

بهاته الاخيرة استفادت الطبقة المصطنعة و المسلطة بهاته المناطق (منتخبين واعيان و قبائل و شيوخ و سلطة..الخ) ، من فرصة إثبات ما يمكنها تحقيقه من ثراء فاحش ،استمرأكثر من ثلاثين سنة. لكنها أثبتت هاته الفئة الارتزاقية فقط أنها سبب للتخلف والاستغلال والاستبداد ونهب ثروات اجيال الصحراويين القادمة. و مما زاد الطين بلة حث الصحراويين البسطاء التحلي بالصبر و تقبل اجراءاته، فغدا سيصير كل شيء جيد.. و ستتحسن الظروف وتصبح التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الصحراوي المكافح والمناضل من اجل استقلاله مجرد ذكريات من الماضي .
فبعد أن يفرضوا على هاته الفئة تحمل كل تلك التضحيات، ويستعيد نظامهم عافيته ويبدأون مجددا في مراكمة الأرباح الهائلة، ما هي الجائزة التي ستحصلون عليها؟ هل سييقتسمون معكم ثمار الازدهار مثلما هم الآن يطلبون منكم اقتسام أشواك الأزمة؟ كلا طبعا. فالمالكون الجدد بالصحراء على انقاض معاناتكم ، هم وحدهم من يستفيدون، أما انتم فليس لديكم سوى قوة عملكم لا تحصلون على فرصة لبيعها إلا إذا اقتضت مصلحتهم شراءها منكم بثمن يحددونه هم وتحدده قوانينهم.
بالنسبة لخيار "لا" :
إن الاختلاف ليس حول وجود الأزمة، فهذه مسألة طالما أكدتها مطالبة الدولة الصحراوية المنتظم الدولي بايقاف مسسلسل نهب الثروات الطبيعية و فتح المجال لحرية الطبقة الشعبية الصحراوية في امتلاك ادوات الانتاج و عيش كريم عبر التوزيع العادل لثراوات الصحراء الغربية، عبر وضع مخططا اشتراكيا للإنتاج في خدمة مصالح الأغلبية الساحقة المقهورة بفعل القمع والجبروت.، كما انه لا تتم استشارة هاته الاغلبية، ولم توافق على كيفية تدبير خيراتها ولم تستفد منها، كما أنها أدت ثمن خيارها "لا" أضعافا مضاعفة وما تزال، ضد تخصيص قسم كبير من اموالها من اجل فك العزلة المادية للطبقة المغربية البرجوازية(العاملة بالصحراء الغربية) مع تخصيص الفتات للانتهازية الصحراوية التي لا ضمير لها سوى تفكيك عرى الوحدة الوطنية الصحراوية و تدميرها. مما يجعل الاستمرار في هذا المسار جريمة في حق الشعب الصحراوي ، الامر الذي يحتم محاكمة المسؤولين عن تبدير ونهب خيرات الاجيال القادمة..
ليس النظام الرأسمالي سوى نظام عابر مثله مثل أنظمة سابقة عليه. تحين ساعة زواله عندما يفقد شرعية وجوده، أي يصبح عاجزا عن تطوير قوى الإنتاج. وقد فقد شرعيته هاته إذ صار كابحا لتطور قوى الإنتاج ليس بسبب هاته الإجراءات أوتلك، بل لأسباب بنيوية فيه: الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وحدود الدولة القطرية للمغرب الذي ينتهك حدود دولة و يغزو شعبها و ثرواتها من اجل فك العزلة التي يسببها الظغط الديمغرافي لكيانه و استقراره . لكن هذه السياسة المغربية لا يمكن أن تطبقها حكومات الرأسماليين، سواء كانت أصولية أو لبرالية او اشتراكية منبطحة. إنها سياسة لا يمكن تطبيقها إلا على يد حكومة الدولة الصحراوية، حكومة تعمل على مصادرة كبريات الشركات الصناعية والمالية والمنجمية والأبناك
المتواجدة بالتراب الصحراوي ووضعها تحت الرقابة الديمقراطية لمجالس العمال والفلاحين والنقابات العمالية الصحراوية، في خدمة مصالح الأغلبية الصحراوية الساحقة و المسحوقة. إذن لماذا علينا أن نتحمل نظاما كهذا؟ لماذا علينا أن نتحمل نظاما لا يعيش إلا بتدمير مناصب شغلنا، وبيئتنا و نهب ثرواتنا ؟ لماذا علينا أن نتحمل تبعات أزمة نظام يستفيدون منه هم فقط، في الرخاء وفي الأزمة، بينما لا ينالنا نحن سوى الاستغلال والفقر والبطالة والجوع والتلوث؟
واليكم هاته الكلمات المقتبسة من كتاب «العبودية الطوعية» الذي كتبه «إيتان دي لابويسي» سنة 1548 وهو في عمر 18 سنة – «إن الشعب الذي يستسلم بنفسه للاستعباد يعمد إلى قطع عنقه، والشعب الذي يكون حيال خيار العبودية أو الحرية، فيدع الحرية جانباً ويأخذ نير العبودية هو الذي يرضى بالأذى، بل يسعى بالأحرى وراءه».
ليست هناك تعليقات: